بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله.
السيد مستشار صاحب الجلالة د. عباس الجراري.
أصحاب الفضيلة العلماء والباحثون الأكارم.
أصحاب السعادة رؤساء المؤسسات العلمية والأكاديمية والتربوية الفضلاء.
السادة ممثلو الإدارات والسلطات المحلية المحترمون.
طلبتنا الأعزاء.
أيها الحضور الكريم:
ها هي فاس في ربيعها الرابع تزهر مسرورة بالقرآن ومرحبة بأهل القرآن. من سائر المدن والبلدان.
وها نحن بحمد الله تعالى في الموعد مع القرآن وأهل القرآن، لنقتبس من نور القرآن وحكمة القرآن، وليجتمع أهل القرآن على خدمة القرآن وعلوم القرآن.
أيها الحضور الكريم:
إن من أهم أهداف هذا المؤتمر العالمي الرابع الذي تقيمه اليوم مؤسسة مبدع بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء وجامعة القرويين والجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا والمجلس العلمي المحلي لفاس ومركز تفسير للدراسات القرآنية بالرياض وجمعية الثقافة الإسلامية بتطوان في موضوع (المصطلح القرآني وعلاقته بمختلف العلوم) ما يلي:
1 – بيان حضور القرآن الكريم في مختلف علوم الأمة.
2 – بيان مركزية القرآن الكريم في جهود نهضة الأمة.
3 – التعاون على إنجاز المعجم المفهومي للقرآن الكريم.
أيها الحضور الكريم:
إن التاريخ ليشهد على أن الأمة قبل القرآن لم تكن، وإنما صار لها كون معتبر بعد قوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس وها هو التراث العلمي العربي الإسلامي الذي يملأ خزائن العالم في مختلف العلوم يشهد على هذا الكون ويشهد على ذلك الحضور.
وإنما كان ذلك الكون وذلك الحضور بسبب الاستناد إلى رؤية قرآنية كونية شاملة للعلوم ووعي بما بينها من علاقات التأثر والتأثير في مختلف تفاصيل الإنسان والحياة والمجتمع والكون، وبناء على مقياس خاص في اعتبار تلك العلوم وهو مقياس النفع الحقيقي، ومقياس الانسجام الطبيعي ومقياس التكامل المطلوب.
وأما مركزية القرآن الكريم في جهود نهضة الأمة فذلك ما يشهد له القرآن نفسه الذي ما زال غضا طريا محفوظا. وإن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. لم تنل منه القرون والعقول إلا كما قال الخضر لموسى حين «جاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر فقال الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر» (صحيح البخاري).
فهلم إلى عين العيون أيها الواردون وهلم إلى علم العلوم أيها الباحثون وهلم إلى الدر المكنون أيها الغواصون وهلم إلى النور أيها السائرون، وأين تذهبون أيها الحائرون؟
وأما التعاون على إعجاز المعجم المفهومي لمصطلحات القرآن الكريم فلأنه غاية مطمح الدارسين وإنجازه على وجهه الصحيح هو قرة عين العالمين كما عبر عنه أستاذنا.
وإنها لأهداف لا يتصور تحقيقها إلا بوسائل تكفلها وعلى رأسها التعاون والتكامل بين الأفراد والمؤسسات؛ وذلك ما تحرص عليه مؤسسة مبدع أشد الحرص في جميع مؤتمراتها وسائر مشاريعها.
وإن من أهم الوسائل أيضا: مراسلة متخصصين لكتابة أوراق علمية خاصة في كل موضوع من مواضيع المؤتمر وكانت الحصيلة ما ترونه بين أيديكم أيها الفضلاء من هذا البرنامج المتكامل في محاوره. الغني بالمشاركات من باحثين وباحثات من مختلف المراكز والجامعات المحلية والدولية.
أيها الحضور الكريم:
لقد استوعبت البحوث –بحمد الله تعالى- وهي مطبوعة معروضة، أغلب المحاور والمواضيع. وحسب الباحثين المشاركين والباحثات المشاركات أنهم اقتحموا معنا هذا الموضوع وخصوصا منهم إخوتنا أصحاب العلوم المادية الذين كانوا يحفرون في الصخر ويخوضون في البحر فانتهوا إلى معادن نفيسة ولآلئ كريمة ستكون إن شاء الله تعالى إلى جانب أخواتها في العلوم الشرعية والإنسانية هي نواة الانطلاق في إنجاز المعجم المفهومي لمصطلحات القرآن الكريم.
وإن اجتماع أصحابها اليوم سيسهم إن شاء الله تعالى في مزيد من التعارف والتفاهم والتكامل، ونأمل أن نخلص إلى توصيات ومقترحات ومشاريع ترسم المعالم الحقيقية للسير المنظم الراشد.
هذا وقد شرفنا بالحضور فضيلة الأستاذ الكريم مستشار صاحب الجلالة الدكتور عباس الجراري وسعادة وزير الأوقاف السوداني سابا الدكتور عصام البشير، وضيوف ومشاركون أعزة كرام من ماليزيا والسعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن والسويد ومن مختلف جهات المملكة المغربية: من الرباط وفاس وأكادير ومراكش وتطوان والعرائش وبني ملال ومكناس ووجدة والدار البيضاء.
وفي الختام نتقدم إلى سائر الإخوة والأخوات المشاركين باحثين ومنظمين، بالشكر الخاص من سائر أعضاء اللجنة المنظمة ونقول لهم طبتم وطاب ممشاكم وبوئتم من فاس مقاما طيبا.
كما نتوجه بالشكر الجزيل إلى كل الجهات التي أسهمت ماديا أو معنويا في جعل هذا المؤتمر واقعا ومشهودا.
ثم الشكر موصول إلى السادة ممثلي السلطات والإدارات الذين وفروا لنا كل الوسائل المساعدة على إقامة هذا المؤتمر وكذلك السادة المسؤولون عن مركب الحرية الثقافي والموظفون والعاملون فيه رجالا ونساء.
ثم الشكر المفعم بمشاعر الحب والتقدير إلى جمهور الحضور الكريم الذي نحس منه دائما دعما خاصا لنا لنمضي قدما في خدمة العلم وأهله.
ثم الشكر المصحوب بالتحية إلى كل وسائل الإعلام السمعي والبصري والمكتوب ووسائل التواصل الاجتماعي التي تغطي هذا المؤتمر، وعلى رأسها قناة مكة الراعي الإعلامي لهذا المؤتمر، وقناة السادسة وقناة الجزيرة مباشر ووكالة المغرب العربي والقناة الأولى…
ولا يفوتنا أن نخصص بالشكر أيضا سائر أعضاء اللجنة المنظمة والتنظيمية ونسأل الله تعالى أن يجزيهم الجزاء الأوفى على ما بذلوا وقدموا.
نشكر كل أولئك معتذرين عن أي تقصير.
ووفقنا الله جميعا إلى خدمة كتاب الله العزيز وسيرة رسول الله ، وأهلا وسهلا بكم جميعا، والحمد لله رب العالمين.
الدكتور مصطفى فوضيل
نشر في العدد 477 من جريدة المحجة بتاريخ 5 أبريل 2017.